يعذبون طفلا حتي الموت ويلقون به أمام منزل وزير الداخلية
في سقف شقة فارهة بالإسكندرية علق ثلاثة أشقاء طفلا رضيعا، وتسابقوا في إصابته بأحذيتهم، ثم ظلوا يضحكون!
كان ذلك أحد أنواع العقاب التي تفنن فيها ثلاثة أبناء لمتسولة أجبرت مطلقة علي العمل معها.
في غالب الأحيان كانوا يتركون الرضيع في أرضية المطبخ دون طعام أو شراب حتي ينفطر من البكاء، وإذا أزعجهم بكاؤه يلسعونه بالنار أو يضربونه بالحذاء.
لم يحتمل الطفل ساديتهم ونزف حتي مات، فألقوا بجثته أمام منزل وزير الداخلية، حسبما ذكرت جريدة المصري اليوم.
التفاصيل كشفت عنها تحقيقات علاء خليل و كيل نيابة المنتزة بالإسكندرية.
فاطمة السيد سليمان 52 عاما كانت تعيش وأولادها الثلاثة هدي 30 سنة وشيماء 23 سنة وأحمد 21 سنة في مدينة طنطا، احترفت الأم التسول في شوارع المدينة كونت ثروة طائلة ورحلت بعيدا عمن يعرفونها استأجرت شقة فاخرة في شارع عباس العقاد بمدينة نصر وواصلت حرفة التسول تخرج كل صباح بملابسها الفاخرة التي تبدلها داخل السيارة بملابس الشغل وتعود في نهاية اليوم بالحصيلة اليومية، رفضت الاستعانة بأولادها في العمل، أغلقت الباب عليهم واشترت لهم كل ما يحتاجونه من وسائل ترفيهية.
صباح أحد الأيام فوجئت السيدة بإحدي جاراتها في العمارة تقابلها في مدخل العمارة تحدثت الجارة مع البواب، طلبت منه خادمة سارعت المتسولة بتقديم المساعدة أخبرت جارتها بأنها تعرف خادمة طيبة وماهرة من هنا بدأت العلاقة بينها وبين الجارة وتبادلا الزيارات عرفت المتسولة أن جارتها تعمل مديرة إدارة بإحدي الجامعات الخاصة بمدينة 6 أكتوبر، ومتزوجة من مدير مبيعات بإحدي شركات السيارات الشهيرة، حالتهما المادية ثرية جدا، ولديهما طفل رضيع عمره سنتان.
نصبت المتسولة شباكها علي الجارة، عرفت أن خلافات دارت بين الحارة وزوجها عرضت عليها حلها عن طريق أحد الدجالين بالإسكندرية، وطلبت منها قطعة قماش من ملابس الزوج لتقديمها للدجال يوما بعد الآخر أخذت المتسولة مبالغ مالية من الجارة بحجة أن الدجال الوهمي هو الذي يطلبها بلغت المبالغ ما يقرب من 200 ألف جنيه، واضطرت الجارة لسرقة مبالغ مالية من ملابس زوجها.
اكتشف الزوج سرقة المال وعرف أن زوجته هي التي أخذته ولكنه لم يعرف لماذا؟ انتهت العلاقة بين الجارة وزوجها بالطلاق.
عادت الجارة وطفلها الرضيع إلي منزل أسرتها المرموقة، واستمرت قصة الدجال والمتسولة.
سافرت المتسولة وأولادها الثلاثة إلي الإسكندرية واشتروا شقة فارهة وزينتها الأم بأفخم الأثاث اتصلت المتسولة بجارتها مرة ثانية، وأخبرتها بأن الدجال عرف مكان خطيبها الأول ويستطيع تزويجها منه ولكنه يحتاج إلي مبالغ مالية تركت الجارة منزل أسرتها، واختفت دون أن تبلغ أحدا من الأسرة بمكان رحيلها.
ذهبت الجارة إلي الإسكندرية وسلمت السيدة مبالغ مالية مرت الأيام وسيطرت المتسولة علي عقل جارتها، أخذت طفلها الرضيع وأخبرتها بأن زوجة الدجال ستربيه تحت رعاية الدجال الشيخ وأبلغتها بأن الدجال يحتاج مبالغ أخري ويلزمها بالنزول إلي الشارع والتسول.
نفذت الجارة طلبات الدجال تنزل في كل صباح إلي الشارع تتسول في الشوارع والميادين تعود في نهاية كل يوم بمبالغ مالية لا تقل عن 500 جنيه واستمرت تلك الرحلة عامين.
داخل الشقة الفارهة بالإسكندرية كانت الجريمة البشعة، المتسولة تركت طفل جارتها الرضيع مع أولادها الثلاثة الذين كانوا يتركونه في أرضية المطبخ، أيام تمر دون أن يقدموا له نقطة ماء يصرخ الطفل من الجوع، فيضربونه ليسكت ويلسعونه بالنار وأحيانا يربطون قدميه بالحبال ويعلقونه في سقف الشقة يتركونه بالساعات في الهواء أو يقذفونه بالأحذية ثم يتبادلون الضحكات عندما يصيبونه ويتسابقون من جديد فيما بينهم من يقذفه ويصيب.
استمرت وصلات التعذيب دون رحمة حتي مات الطفل استيقظوا في أحد الأيام وجدوه ينزف لحظات وفارق الحياة خطط الأبناء الثلاثة لإخفاء الجثة دون أن يراهم أحد لفوها في بطانية ووضعوها في كيس بلاستيك كبير واستقل الأخ وشقيقته ميكروباصا من الإسكندرية إلي القاهرة وصلا إلي ميدان لبنان كانت عقارب الساعة تشير إلي الرابعة فجرا، وجدا الهدوء يحيط بأحد شوارع المنطقة تركا الجثة أمام أحد المنازل الفارهة وعادا إلي الإسكندرية مرة ثانية.
تبين أن المنزل خاص بوزير الداخلية أبلغ الحرس الخاص بالوزير مباحث الجيزة بالعثور علي جثة رضيع وتولت مباحث العجوزة كشف غموض الحادث وقيد المحضر ضد مجهول بعد 6 أشهر من البحث دون فائدة.
هناك في الإسكندرية كانت الأمور تسير كالتالي: والدة الطفل لا تعرف ماذا حدث لابنها الرضيع، تواصل التسول في الميادين طبقا لتعليمات الدجال والمتسولة وأولادها الثلاثة يحصلون علي مبالغ التسول ويعيشون بالضحكات وأغاني الكاسيت.
المصادفة وحدها كشفت تفاصيل الجريمة، أثناء وقوف والدة الطفل في أحد الشوارع سقطت منها حقيبة اليد، عثر عليها أحد الأشخاص فتش بداخلها وجد رقم تليفون زوجها - طليقها - اتصل به وأخبره بأنه عثر علي حقيبة الزوجة رد الزوج أنه طلقها قبل 3 سنوات وأنه يبحث عنها وعن طفله الصغير عرف أن طليقته وطفله في الإسكندرية استقل سيارته وتوجه إلي هناك للبحث عنها لف في الشوارع وفتش عنها دون فائدة بعد أن يئس قرر أن يعود للقاهرة لكنه فوجئ بسيدة تطلب منه مساعدة فتح زجاج سيارته ليساعدها أخذته المفاجأة وتوقفت يداه إنها طليقته ابنة الأسرة المرموقة الثرية.
روت الأم لطليقها تفاصيل رحلة استمرت لسنوات وأخبرته بأن طفلها الرضيع عند زوجة الدجال توجه الأب وطليقته إلي قسم المنتزة وأخبرا رئيس المباحث بتفاصيل القصة الغريبة وأكدت أم الطفل أن الابنة الكبري للجارة تقابلها في كل مساء لتأخذ حصيلة التسول طلب منها رئيس المباحث أن تذهب لمقابلتها وتم إعداد كمين لضبط الابنة ألقت المباحث القبض علي الابنة الكبري وأرشدت رجال المباحث عن مسكنهم وأفراد أسرتها وتم القبض عليهم وإحالتهم إلي أحمد عبدالخالق رئيس نيابة المنتزة ثان وتولي علاء خليل وكيل النيابة التحقيقات بإشراف المستشار محمد قاسم المحامي العام لنيابات شرق.
اعترفت الأم وأولادها الثلاثة بتفاصيل جريمتهم، ومكان التخلص من جثة الطفل الرضيع، وانتقل رجال المباحث إلي شقة المتهمين وعثروا بداخلها علي ملابس الطفل الضحية وإيصالات أمانة محررة ضد والدته ومشغولات ذهبية وأجهزة كمبيوتر وأخري ترفيهية أمرت النيابة بالتحفظ علي الشقة وقررت حبس المتهمين الأربعة وجدد حبسهم قاضي المعارضات لمدة 15 يوما ووجهت لهم النيابة تهم القتل العمد والخطف بالتحايل والاحتجاز والنصب والتحصل علي أموال عن طريق التسول وإخفاء جثة الرضيع